يوسف بلحسن

 احتضن فضاء مكتبة “أكورا “بتطوان حفل تقديم آخر  اصدارات الباحث الدكتور محمد بلال أشمل  والذي حمل عنوان(  الفقه الاسلامي في المتن الاسباني  نظام الأحباس 1912\1956) .

اللقاء الذي عرف حضور  نخبة من الباحثين والأساتذة الجامعيين وفي مقدمتهم د.محمد الشنتوف  رئيس المجلس العلمي لتطوان ،ود.عبد العزيز الرحموني  عميد كلية أصول الدين بتطوان ،شكل فرصة جيدة لوضع هذا المبحث العلمي الشرعي ، إبان مرحلة الحماية الاسبانية، على طاولة النقاش الرزين .

 في بداية اللقاء قدم كل من الاستاذين عبد الرحمان الفاتحي المطيلي  والاستاذة سميرة اباعيسى ورقة انطلاق مؤسسة مركز “كارلوس كيروس” للدراسات الاسبانية المغربية كاطار بحثي جديد دشن انطلاقته من خلال احتضان هذا العرض العلمي .وأشار المتدخلان إلى الحاجة إلى دراسة القضايا المشتركة بين الضفتين والعناية بفكر الشخصيات التي بصمت تلك المراحل التاريخية وترجمتها .

 د.خالد الرامي خلال كلمته قدم  لمفهوم الاحباس تاريخيا وتوسع مجالاته الاجتماعية والثقافية والتي ضمت حتى الحيوانات وحقوقهم  وأضاف:” أنه لحسن الحظ أن وثائق الاحباس التاريخية لازالت محتفظ بها لحد اليوم وهي مراجع مهمة لفهم تفاصيل الحياة الاجتماعية إبان تاريخها ولكن للاسف هناك نقص في تناول هذه الوثائق في ابعادها الفلسفية والحقوقية ،وهذا المبحث الهام للدكتور بلال اشمل هو اضافة نوعية كبيرة في المجال”.

 د.عبد العزيز السعود وخلال مداخلته قال  ان  المؤلف بلال أشمل يعد  خبيرا في التعامل مع  جدور الفكر الاسباني من خلال سلسلة من الكتابات والبحوث في هذا المجال وعبر  سنين،  وبالتالي فان كتاب الأحباس هو في صلب الموضوع .

وعرج الدكتور السعود على شخصية المستعرب والكاتب الاسباني “كارلوس كيروس”  ودوره  الرائد في مجالات تخصصه وخاصة  عندما  اشتغل في التدريس هنا في تطوان وفي اسبانيا وعمل على نشر  كتابات مهمة حول مجال الاحباس في المغرب .

وبالعودة الى الكتاب موضع التقديم  قال  إنه يتألف من تصدير ومقدمة وثمان محاور  في 219صفحة وتضم كذلك هوامش،ومراجع مهمة عملت على الاحاطة بوضع نظام الاحباس ابان مرحلة الحماية من خلال تناول المتن والتاريخ  وقال ان عمق ومدلول  العناية الاسبانية (رهبانا وكتابا وعسكريين) يدخل في اطار السياق الاستعماري من اجل تسهيل مأمورية المستعمر للاستحواد على ممتلكات وأراضي الأحباس..

 المؤلف د.محمد بلال أشمل قال  إن فكرة الكتاب راودته مند مدة طوية، “وخلال بحثي حول الفيلسوف  ابن رشد وقع في يدي كتاب  “مختصر الميتافيزيقا ” للاب كارلوس كيروس  قدمه في تطوان سنة 1919 ثم بعد وقوعي على مؤلفاته ووجدت ان له دراسة معمقة حول الاحباس المغربية. وبالمقابل لم أجد للاسف  أي بحث  مغربي سبق له  ان قدم دراسة  الاحباس من وجهة نظر اسبانية وهذه امور يضيف المؤلف دفعتني للتعمق اكثر ونشر الكتاب وساعمل على طباعة الجزء الثاني  بعدما وقعت على مراجع اخرى ساضيفها  وختم كلمته بالقول “ان الكتاب هو ثمرة شغف علمي وجهد كبير وعلينا الاعتناء بالتراكم العلمي الذي تركته سلطات الحماية الاسبانية وخاصة في المباحث التي لم تشمل ملفات الاحباس والمذهبية الدينية  وباقي المباحث العلمية الاخرى .”

نشير إلى أن الكتاب طبع في الأردن ولم يتسن لحد الساعة   احضار نسخ منه في حفل التقديم .