قال الزعيم الدرزي وليد جنبلاط أمس الخميس إن إيران كسبت المزيد من النفوذ في لبنان بسبب تخلي الدول العربية عن هذا البلد، وكثّف الانتقادات لحزب الله، وألمح إلى أن طهران تريد محو الدولة اللبنانية.

وكان جنبلاط، أحد الساسة الرئيسيين في لبنان، يتحدث بعد أيام من إعلان الزعيم السني سعد الحريري ابتعاده عن الحياة العامة، مرجعا ذلك إلى عوامل منها النفوذ الإيراني وإلى اقتناعه “بأنه لا مجال لأي فرصة إيجابية للبنان في ظل النفوذ الإيراني”.

وفتحت خطوة الحريري مرحلة جديدة في السياسة الطائفية في لبنان، مما زاد من حالة عدم اليقين قبل أربعة أشهر من الانتخابات البرلمانية وفي الوقت الذي يواجه فيه لبنان أزمة مالية خانقة.

وكان جنبلاط والحريري جزءا من (تحالف 14 آذار) المدعوم من الغرب والذي واجه حزب الله وحلفاءه في لبنان بعد اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري، والد سعد، عام 2005.

وقال جنبلاط في مقابلة مع قناة (إم.تي.في) أنه لا يمكن لأحد أن يملأ الفراغ الذي سيتركه الحريري “في الساحة العربية السنية”.

وأضاف “العرب تخلّوا عن لبنان بحجة التهجّم الشخصي والسياسي لحزب الله عليهم ونحن ضحية هذا الصراع”.

وعلاقات بيروت مع دول الخليج العربية المتحالفة مع الولايات المتحدة، والتي سبق أن أنفقت المليارات في لبنان، متوترة منذ سنوات بسبب نفوذ جماعة حزب الله المتحالفة مع إيران.

وحزب الله الذي أسسه الحرس الثوري الإيراني عام 1982، والذي يمتلك ترسانة ضخمة من السلاح، هو أقوى فصيل في لبنان منذ فترة طويلة.

وشبه جنبلاط لبنان في ظل النفوذ الإيراني حاليا بحاله في تسعينيات القرن الماضي عندما كان تحت سيطرة سوريا بقيادة الرئيس الراحل حافظ الأسد في ذلك الوقت.

وأضاف أن وجه الخلاف بين إيران والحكم السوري هو أن الرئيس حافظ الأسد لم يلغ الكيان اللبناني ولم يلغ الدولة.

وقال إنه طلب خلال زيارة في الآونة الأخيرة لموسكو من المسؤولين الروس إيصال رسالة إلى إيران باحترام أهمية لبنان، بما في ذلك تنوعه.

وكثف جنبلاط انتقاده لحزب الله، وقال إن لبنان ليس منصة لإطلاق الصواريخ، في إشارة إلى الترسانة الضخمة التي تملكها الجماعة الشيعية.

وتعهد بمواصلة المواجهة السياسية السلمية.

كما اتهم جنبلاط حزب الله بلعب دور رئيسي في تهريب المخدرات إلى منطقة الخليج. وينفي حزب الله ذلك.

وقال جنبلاط أيضا إن من المستحيل على لبنان تنفيذ قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعام 2004 الذي يتطلب نزع سلاح حزب الله، وهو أيضا واحد من عدة مطالب وضعتها دول الخليج العربية كشروط لتحسين العلاقات مع بيروت.

المصدر: رويترز