يوسف بلحسن

  تشكل السياحة بالاضافة إلى بعدها الاقتصادي  حلقة  مهمة في التعريف بمقومات بلدنا وغناه الحضاري، وتعد منطقة الشمال إحدى الروافد التي لعبت دورا  كبيرا في تقريب الآخر  وتعريفه ببلدنا  (أوربيا كان أو امريكيا  أو أسيويا) ، واذا كانت المعطيات التاريخية الغنية وجمال وتعدد  فضاءات الطبيعية وتنوع الموروث والتقاليد والعادات قد ساهمت في الطفرة السياحية المسجلة في السنين الأخيرة بمناطق الشمال  فان توظيف البعد الثقافي وخاصة في شقه الفني والادبي يمكن أن يشكل القيمة المضافة لطفرة سياحية هامة .

وفي هذا الإطار يرى المرشد السياحي والخبير في المجال الأستاذ عبد السلام المودن( أن فرص تطوير المنتوج السياحي الشمالي ليشمل المهرجانات الكبرى واللقاءات الفنية والادبية التي تنظم باستمرار في تطوان والنواحي يمكن ان  ترفع من اسهم السياحة بشكل ملفت  ويبقى فقط علينا تنظيم هذا الحقل الواسع .)

وفعلا فان تطوان مثلا تعرف عبر مختلف الفصول تنظيم  عدد هام من المهرجانات ذات الصيت العالمي مثل مهرجان السينما الذي،وصل دورتهال29 ومهرجان العود العالمي الذي يعد فريدا من نوعه عربيا وافريقيا وبمستوى العالمية وكذا مهرجان الموسيقى الاندلسية والصوفية  ومهرجانات المسرح. ومهرجان الرسوم المتحركة  ومعارض الفنون التشكيلية للمدرسة التطوانية التي تعد رائدة الفن التشكيلي في بلدنا  وكذا مهرجان اصوات نسائية الذي يشكل طفرة نوعية بتفرده عربيا وافريقيا في الصوت اللطيف  ومهرجان موسيقى الفلامنكو الاسبانية .. وغير هذا كثير جدا من الأنشطة الأدبية  والفكرية والندوات الدولية ..

كل هذا كما قلنا وغيره يمكن أن  يشكل تلك الدعامة الكبرى لارساء سياحة ثقافية ترفع من قيمة الشمال وتعرف أكثر ببلدنا في أفق  برامجه المستقبلية وتنقل المنتوج السياحي من بعده الفلكوري إلى ابعاد  أكثر جمالية وحتى مردودية اقتصاديا .

وطبعا لانجاح هذا المشروع السياحي الضخم يجب توفير جملة  شروط تنظيمية بالأساس في اطار عمل مشترك ومنظم لكل فاعل ومسؤول عن القطاع السياحي بالمدينة وبالاقليم وبالجهة

وذلك بتنزيل برنامج مسطر مسبقا مع بداية كل سنة يحدد بدقة تواريخ كل مهرجان وكل لقاء فني او ادبي او سينمائي …. حتى يتسنى للمؤسسات السياحية المكلفة وضع جدول زمني واشهار ميداني لجلب المهتمين بالسياحة الثقافية والفنية في التواريخ المحددة مسبقا .

ان توظيف الغنى الفني والثقافي لتطوان وللشمال في مجال السياحة اصبح أمرا ضروريا. وأكيد انه وكما قلنا سابقا فان تظافر جهود كل الفاعلين والمسؤولين والمتتخبين  والجمعيات المهنية السياحية كفيل بانجاح هذا التحدي .