انتخبت منظمة الشرطة الجنائية الدولية (الإنتربول) المفتش العام في وزارة الداخلية الإماراتية اللواء أحمد ناصر الريسي رئيسا لها يوم الخميس، رغم اتهامات جماعات حقوقية بتقاعسه عن اتخاذ إجراءات بشأن مزاعم تعذيب المعتقلين في الإمارات.
وعلى الرغم من أن رئاسة الإنتربول لا تحتاج تفرغا ولا تشرف على العمليات اليومية للمنظمة، يعد الرئيس شخصية رفيعة المستوى ترأس اجتماعات الجمعية العامة واللجنة التنفيذية للإنتربول.
وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش ومركز الخليج لحقوق الإنسان في مايو أيار إن إدارته لم تحقق في مزاعم موثوقة بالتعذيب على أيدي قوات الأمن، وإن انتخاب الريسي سيضع التزام الإنتربول بحقوق الإنسان موضع شك.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية والتعاون الدولي في الإمارات إن الريسي “يؤمن بشدة أن إيذاء الناس أو إساءة معاملتهم من قبل الشرطة أمر بغيض ولا يمكن التهاون معه”.
وردا على أسئلة حول ترشيح الريسي قال الأمين العام للإنتربول يورجن شتوك إن المنظمة لا تتدخل في الأمور السياسية.
وقال شتوك هذا الأسبوع “ليس لدينا أيضا تفويض، على سبيل المثال، لبدء أي تحقيق في الأمور الوطنية. هذه هي السيادة الوطنية التي ينبغي علينا الابتعاد عنها”.
وقالت هيومن رايتس إن مئات النشطاء والأكاديميين والمحامين يقضون عقوبات مطولة في السجون الإماراتية، غالبا بعد محاكمات جائرة بتهم غامضة وفضفاضة. ونفت الإمارات هذه الاتهامات ووصفتها بأنها باطلة وعارية عن الصحة.
وقال رجلان هذا الأسبوع إنهما قدما شكوى جنائية إلى المدعي العام في تركيا ضد الريسي أثناء وجوده في إسطنبول لحضور انتخابات الجمعية العامة للإنتربول.
وقال ماثيو هيدجز (34 عاما)، وهو أكاديمي في جامعة إكستر، إنه احتُجز في حبس انفرادي لمدة سبعة أشهر في الإمارات عام 2018 بسبب مزاعم بالتجسس عندما ذهب إلى هناك لإجراء بحث لرسالته في الدكتوراه.
وأضاف أنه تعرض للتهديد بالعنف الجسدي أو ترحيله لقاعدة عسكرية بالخارج وإلحاق الأذى بأسرته. وقال هيدجز لرويترز في إسطنبول “فعلت أجهزة الأمن الإماراتية ذلك داخل مبنى يتولى ناصر الريسي… المسؤولية عنه”.
وأضاف أن “احتمال أن يتولى الريسي رئاسة الإنتربول يشكل سابقة خطيرة جدا إذ يتم إضفاء الشرعية على الانتهاكات الممنهجة واعتبارها أمرا طبيعيا مما يدفع دولا أخرى في أنحاء العالم على الاستمرار في ممارستها”.
وقالت الإمارات إن هيدجز لم يتعرض لأي سوء معاملة جسدية أو نفسية أثناء احتجازه.
وقال علي عيسى أحمد (29 عاما) إنه اعتقل خلال عطلة قضاها في الإمارات لمشاهدة كأس آسيا لكرة القدم عام 2019 لأنه كان يرتدي قميصا عليه علم قطر في وقت خلاف دبلوماسي بين البلدين.
وذكر أنه تعرض للصعق بالكهرباء والضرب والحرمان من الأكل والشرب والنوم خلال عدة أيام من اعتقاله.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإماراتية إن أي شكوى قانونية تتقدم بمزاعم ضد الريسي “لا أساس لها وسيتم رفضها”.
ولم تفصح السلطات التركية عما إذا كانت ستتابع شكوى الرجلين.
المصدر: رويترز
تعليقات الزوار ( 0 )