سخر الموسيقِي والممثل الإسرائيلي، طال فريدمان، من الإخفاق الأمني، بعد فرار 6 معتقلين فلسطينيين من سجن “جلبوع”؛ ولكن بطريقته الخاصة.

فقد نشر شريط فيديو قصير على حسابه في تويتر قال فيه “لقد أتينا إلى هنا، جلبوع، ونبحث عن صديق جديد، هيا ننادي عليه بصوت واحد: زكريا”، في إشارة إلى الناشط في حركة التحرير الوطني “فتح”، زكريا الزبيدي الذي فرّ برفقة 5 معتقلين آخرين من حركة الجهاد الإسلامي من السجن فجر يوم الإثنين.

ويظهر فريدمان في الشريط وإلى جانبه ممثلة من أصول إثيوبية، لم يذكر اسمها، وهما يناديان بصوت منخفض “زكريا، عد إلى هنا، غرفة طعام، كل شيء مشمول وكل ما تحب، زكريا”.

ثم يصيحان أكثر من مرة في الشريط “زكريا”.
ويضيف “زكريا، ارجع، نحن اشتقنا لك ونحن في انتظارك”.
وتفاعل آلاف الإسرائيليين مع شريط الفيديو القصير، الذي شاهده أكثر من 50 ألف شخص.
ويعكس ما جاء في شريط الفيديو القصير، مشاعر إحباط الكثير من الإسرائيليين مما قالت مصادر أمنية إسرائيلية إنه “فشل وإخفاق أمني”.

ويعتبر سجن جلبوع من السجون الأكثر تحصينا، في إسرائيل.

وتساءل الصحفي آفي بار إيلي، في موقع “ذي ماركر” الإخباري الإسرائيلي، الأربعاء “لماذا لا تكفي 3.8 مليار شيكل سنويًا، لمنع هروب 6 سجناء من تحت الأنف (أي تحت نظرنا)؟”، في إشارة للميزانية المخصصة لسلطة السجون.

وكتب “يمكن إلقاء اللوم على مهندس السجن وحارسة السجن التي نامت، لكن أولئك الذين تابعوا أرقام مصلحة السجون، عرفوا منذ فترة طويلة أن الكتابة كانت على الحائط (أي أن ما جرى كان سيحصل) وعرفوا أن المسؤولين عن هروب السجناء الأمنيين كانوا يجلسون أعلى بكثير ممن جلسوا في برج الحراسة في سجن جلبوع”.

وأضاف “بعد 72 عامًا من إنشائها، كان من المفترض أن توافق مصلحة السجون الإسرائيلية على تنفيذ خطة دراماتيكية من شأنها أن تحد من توزيع ميزانيتها المشوهة، وتسمح للسجون الإسرائيلية بالانضمام إلى القرن الحادي والعشرين (مع تأخير كبير)”.

ونشر روعي كايس، مراسل هيئة الإذاعة والتلفزيون الإسرائيلية “كان” (رسمية) على حسابه في تويتر، العديد من الصور المركبة التي نشرت على شبكة التواصل الاجتماعي تحت وسم “نفق_الحرية”.

ويظهر في إحدى الصور رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت ووزير الخارجية يائير لابيد وهما ينظران بفتحة نفق، وكُتب عليها باللغة الإنجليزية “خلاص جلبوع”.

وتزامن الفرار مع بدء إسرائيل احتفالاتها، بعيد رأس السنة العبرية.

وكتب الصحفي في “معاريف” طال ليف-رام “هذا معقد بعض الشيء وطويل، ولكنه مهم: سجنان متجاوران، هما: شطّة وجلبوع. في كل منهما في السنوات الأخيرة كانت هناك محاولة لحفر نفق هروب”.

وأضاف “منذ حوالي عام ونصف، تم الانتهاء من بناء جناح خاص بميزانية ضخمة تصل إلى عشرات الملايين من الشواقل في السجن، وهو جناح أمني خاص، سنسميه بالخزنة (داخل سجن جلبوع)”.

وتابع “جناح غني بالتقنيات المتقدمة، ونظام إخفاء خلوي خاص (تشويش على بث الأجهزة الخلوية المُهرّبة)، وغير ذلك الكثير. كان الجمهور المستهدف هو النواة الصلبة من الأسرى الأمنيين، (حركتا) حماس والجهاد الإسلامي”.

وأكمل “بعد أن تولى المفوض الجديد لمصلحة السجون منصبه، تم حل الجناح الخاص وعاد الأولاد إلى غرفهم”.

كما أشار إلى وقف عمل جهاز يشوش على بث الهواتف النقالة، التي يُمنع استخدامها في السجون.

وقال “وحده الله يعلم لماذا استثمروا الكثير من الأموال في أجهزة تشويش بث الأجهزة الخلوية، التي لم يقصدوا حقًا استخدامها”.

وبدوره، فقد اعتبر الصحفي الإسرائيلي يوني بن مناحيم في تغريدة على تويتر “الفرار من سجن جلبوع هو مرحلة أخرى من تآكل الردع الإسرائيلي، في كل ما يتعلق بمعالجة (الإرهاب) في قطاع غزة وشمال الضفة الغربية”.

وأضاف “لقد فشلت سياسة الاحتواء الإسرائيلية، يجب على الجيش الإسرائيلي أن يغيّر على الفور أساليب التعامل مع الإرهاب، إلى أساليب مبتكرة وجديدة، تحقق النتائج”.

المصدر: الأناضول