في يوم 17 أغسطس، لم تعلم مقدمة الأخبار الأفغانية، بهيشتا أرغاند (22 عاما)، أنها ستجبر على مواجهة أكبر مخاوفها في بث مباشر على شاشة التلفزيون، عندما فوجئت بمسؤول من حركة طالبان أمامها في استوديو الأخبار.
في ذلك اليوم، وبينما كانت أرغاند تمارس عملها الروتيني في الاستوديو، دخل مسؤول من طالبان راغبا بإجراء مقابلة معه على الهواء مباشرة، ما أثار ذعر المذيعة التي عملت في قناة “طلوع نيوز”.
رغم خوفها، قررت أرغاند خوض غمار تلك المقابلة، لتكون أول صحفية أفغانية تقابل مسؤولا من طالبان مباشرة على الشاشة.
وفي حديث إلى وكالة “أسوشييتد برس”، قالت أرغاند إنها كانت ترتجف خوفا خلال المقابلة، إلا أنها رغبت بـ”أن تبين للعالم أن النساء الأفغانيات لا يردن العودة للخلف، بل يرغبن بالتقدم”.
وبسبب طبيعة عملها الصحفي، اضطرت أرغاند للفرار مع أسرتها إلى قطر، وهي بانتظار تأشيرة للسفر إلى كندا أو الولايات المتحدة.
وفي مقابلتها مع الوكالة، عبرت أرغاند عن أملها بأن تفي طالبان بتعهداتها بالسماح للجميع بمتابعة تعليمهم، كما طالبت بأن يُسمح للنساء بالعمل.
ووسط سقوط دموعها، قالت أرغاند “لو فعلوا ما وعدوا، أظن أننا يوما ما (سنرى) أفغانستان جميلة جدا”.
وتعيش النساء الأفغانيات مخاوف كبيرة من سيطرة طالبان على البلاد، لا سيما وأن الحركة معروفة بتشددها في جوانب عدة، لا سيما فيما يخص النساء وعملهن وتعليمهن.
وفي أول مؤتمر صحفي لطالبان بعد سيطرتها على البلاد، تعهد المتحدث باسم الحركة، ذبيح الله مجاهد، بوضع مختلف للنساء عما هو متوقع، وقال “نتعهد بالسماح للنساء بالعمل في إطار احترام مبادئ الإسلام”.
كما شدد المسؤول في الحركة، إنعام الله سمنغاني، الأربعاء، على أن “الإمارة الإسلامية لا تريد أن تكون النساء ضحايا” في البلاد.
لكن الكثير من الأفغان يخشون أن تعود طالبان لممارساتها القاسية السابقة المتصلة بفرضها ما تقول إنه أحكام الشريعة الإسلامية. ففي فترة حكم الحركة بين عامي 1996 و2001 لم يكن يسمح للنساء بالعمل، وكانت الحركة تطبق عقوبات مثل الرجم والجلد والشنق.
المصدر: أسوشيتد برس
تعليقات الزوار ( 0 )