دعا المجتمعون في مؤتمر ” الإرهاب و التطرف و الهجرة غير النظامية “, إلى المكافحة الجماعية و المشتركة بين المجتمعات والأمم لكافة أشكال العنف والتطرف , وضرورة تبني مقاربة شاملة من أجل معالجة ظواهر التطرف العنيف والهجرة و اللجوء شريطة التمييز بينها وعدم الخلط , مركزا على أهمية بناء سياسات وطنية قائمة على الادماج الاقتصادي والاجتماعي والثقافي و إعطاء التعليم والصحة أهمية بارزة حتى يتم تحصين الشباب من مخاطر السقوط في براثن آفة الإرهاب, وإقرار التربية على وسائل الإعلامية وحسن توظيفها بما فيها خير الأفراد و الجماعات و تأهيل العائلة و المدرسة من أجل أن تلعب هذا الدور.

وأكد المشاركون بالمؤتمر الذي نظمته جمعية رحاب الأسرة و الطفل بالشراكة مع المنظمة العربية للتربية و الثقافة و العلوم الألكسو , ومعهد الأبحاث و دراسة السياسيات ,و المنظمة التونسية للتربية و الأسرة في بتونس ومشاركة المركز الإعلامي العراقي و جامعة ابن النفيس للعلوم و التكنولوجيا باسطنبول و خبراء و دكاترة و باحثين تونسيين و ممثلي وزارات و هيئات تونسية و عربية , استمر على مدى 3 أيام , مؤخرا أهمية إعداد و تأهيل الوعاظ والمرشدين الدينيين تكوينا يستند إلى تعاليم الإسلام السمحة و الوسطية التي تجيب عن أسئلة الشباب و حريتهم حتى لا يلتجأ إلى الفضاء الديني الافتراضي الموازي و فتاوى الإنترنت التي عادة ما تكون جلها بجانب الصواب فتشجع على التشدد و العنف , مثمنا الدور الحاسم للإعلام خصوصا للارتقاء بالوعي و الوقاية من مخاطر التطرف العنيف والإرهاب , فضلا على الحفاظ بالالتزام المهني و الموضوعية في تغطيته لهذه الظاهرة بعيدا عن التوظيفات السياسية و إعلاء صالح الأوطان و وحدتها و تماسكها و تضامنها.

وطلب المشاركون بالمؤتمر ترسيخ دور الأسرة في مكافحة الإرهاب من خلال تنشئة الطفل تنشئة سليمة متوازنة تلبي حاجياته العقلية و العاطفية و القيمية إضافة إلى تأطيرهم مع وسائل التواصل الاجتماعي التأطير السليم , بالإضافة للتأكيد على دور المؤسسات التربوية و التعليمية في القيام بدورها في تنشئة الأطفال و الشباب على ثقافة المواطنة و ترسيخ القيم الاجتماعية السمحة التي تساهم في تكوينهم كفاعلين إيجابيين داخل المجتمع وتشجيع مؤسسات البحث العلمي الرسمية للدولة على القيام بشراكات مع المراكز البحثية لتناول هذه الظاهرة من وجهة نظر علمية , والتشجيع على دراستها و تحليلها لوضع سياسات مبنية على معطيات علمية ودقيقة ,وكذلك إعادة النظر في التوجيه الجامعي ليأخذ بعين الاعتبار ميول الطالب و كفاءاته بعيدا عن التعسف الآلي التي لا ترى فيه سوى أعدادا و أرقاما قد لا تترجم حقيقة إمكانياته الحقيقة و تطلعاته .

وأوصى المشاركون بالمؤتمر, بابتكار بيداغوجيات جديدة تأخذ بعين الاعتبار الحوار و اكتشاف القدرات و التعويل على البيداغوجيات الرقمية الجديدة , ودفع المجتمع المدني بالشراكة مع مؤسسات التنشئة الاجتماعية للقيام بدورهم الرقابي و التحسيسي للتقليص من عدة ظواهر اجتماعية في علاقة بهذه الظاهرة و خاصة منها التسرب المدرسي , وضرورة التمييز بين الهجرة و اللاجئين و المهاجرين و المهجرين لأن أسبابها مختلفة علما و أن بعض السياسات المناهضة تتعمد الخلط بينها مما يتسبب في خلق نوع من الرهاب الاجتماعي العرقي قد يزيد من تأزم الوضع الأمني و الاستقرار الاجتماعي , بالإضافة إلى حث الشعوب الحرة على الضغط على صانعي القرار و قادة الرأي و حكوماتهم لعدم التدخل في شؤون الدول و انتهاك سياداتها , وكذلك دعوة المنظمات الدولية على استعمال الإجراءات القانونية لحماية الشعوب التي تعاني من الاحتلال و يتعرض شعبها إلى القمع و الإرهاب و يجبر على الهجرة كما يحدث في فلسطين المحتلة التي يتعرض شعبها إلى أعلى درجات الإرهاب في العالم ذلك الذي يمارسه الكيان الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني الأعزل واستثمار لأعمال الفنية و الإبداعية التي تعالج بحس جمالي مرهف وذائقة فنية رقيقة و إنسانية والرهان على الفن و الثقافة من أجل معالجة الظواهر و جعلها في صلب ضمير و وعي .