انهالت الضربات الجوية الإسرائيلية على غزة وأطلق فلسطينيون وابلا من الصواريخ باتجاه إسرائيل يوم السبت، في ظل غياب أي مؤشر حتى الآن على نهاية وشيكة للقتال المستمر منذ ستة أيام مع ارتفاع عدد القتلى في أسوأ تصعيد منذ سنوات.
ويسعى دبلوماسيون أمريكيون وعرب لتهدئة الوضع بعد ليلة من العنف شهدت إطلاق حوالي 200 صاروخ صوب مدن في إسرائيل التي قصفت طائراتها أهدافا تقول إن حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، التي تدير قطاع غزة، تستخدمها.
وقال مسعفون فلسطينيون إن ما لا يقل عن 136 قتيلا سقطوا في غزة منذ اندلاع القتال يوم الاثنين من بينهم 34 طفلا و21 امرأة كما أصيب 950 شخصا.
وقالت إسرائيل إن ثمانية أشخاص قُتلوا أحدهم جندي على حدود غزة وستة مدنيين بينهم طفلان.
وذكر مسعفون أن القصف الإسرائيلي أودى بحياة 12 على الأقل في غزة ليل الجمعة ومن بين القتلى امرأة وأربعة من أطفالها لقوا حتفهم جراء إصابة منزلهم في مخيم للاجئين. وقال المسعفون إن ثلاثة آخرين لقوا حتفهم وأصيب آخرون.
وفي إسرائيل، يهرع آلاف الإسرائيليين سعيا للاحتماء عند انطلاق صفارات الإنذار. وقالت الشرطة إن صاروخا انطلق من غزة قصف مبنى سكنيا في مدينة بئر السبع الجنوبية. وذكرت وسائل إعلام أن البعض أصيبوا في المدينة أثناء سعيهم للاحتماء.
وفي غزة، خرج أكرم فاروق (36 عاما) من منزله هو وأسرته بعدما أبلغه جاره بأنهم تلقوا اتصالا من شرطي إسرائيلي للتحذير من أن المبنى سيُقصف.
وقال “احنا ما نمناش طول الليل بسبب الانفجارات وهلق أنا وأولادي ومرتي (زوجتي) طلعنا في الشارع، وكلهم بيبكوا وبيرتجفوا”.
وقال الجيش الإسرائيلي إن طائراته قصفت مواقع لإطلاق الصواريخ وشققا لمسلحي حركة حماس. وأضاف أن أحد هذه الأهداف أطلق زخة من الصواريخ باتجاه القدس يوم الاثنين.
وشنت حماس الهجوم الصاروخي يوم الاثنين بسبب توتر أثارته دعوى قضائية لطرد عدد من الأسر الفلسطينية في القدس الشرقية وردا على اشتباكات الشرطة الإسرائيلية مع الفلسطينيين قرب المسجد الأقصى.
ولم تتمخض جهود دبلوماسية إقليمية ودولية بعد عن أي إشارات على وقف الأعمال العدائية. وأرسلت مصر، التي تقود الجهود الإقليمية، سيارات إسعاف عبر حدودها مع غزة لنقل جرحى فلسطينيين للعلاج في مستشفيات مصرية.
ووصل مبعوث الرئيس الأمريكي جو بايدن هادي عمرو نائب مساعد وزير الخارجية لشؤون إسرائيل والفلسطينيين إلى إسرائيل يوم الجمعة قبل جلسة يعقدها مجلس الأمن الدولي يوم الأحد لمناقشة الوضع. وتقول واشنطن إن مبعوثها يهدف إلى “تعزيز الحاجة للعمل من أجل تحقيق تهدئة قابلة للاستمرار”.
* البحث عن ملاذ
لم تعد الخسائر البشرية الفلسطينية تقتصر على غزة الآن. فقد أعلن الفلسطينيون، الذين يحيون يوم السبت الموافق 15 مايو أيار ذكرى تشريدهم في حرب عام 1948 وإقامة دولة إسرائيل، مقتل 11 في الضفة الغربية المحتلة في اشتباكات بين القوات الإسرائيلية ومحتجين.
ومن البلدات الإسرائيلية الصغيرة على الحدود مع غزة إلى مدينتي بئر السبع وتل أبيب، يهرع الناس حاليا بحثا عن مأوى عندما يسمعون صفارات الإنذار أو يتلقون تحذيرات عبر الإذاعة والتلفزيون أو رسائل إنذار عبر الهواتف المحمولة.
واقترنت الأعمال العدائية بين إسرائيل وغزة بأعمال عنف في تجمعات يقطنها مزيج من اليهود والعرب في إسرائيل. وهوجمت معابد يهودية ونُهبت متاجر يملكها عرب واندلعت مشاجرات في الشوارع. وحذر الرئيس الإسرائيلي، الذي يعد منصبه شرفيا إلى حد بعيد، من حرب أهلية.
وقال مصدران أمنيان مصريان إن مصر ضغطت من أجل وقف لإطلاق النار يوم الجمعة حتى يتسنى بدء محادثات. وتضغط القاهرة على حماس وأطراف أخرى منها الولايات المتحدة في محاولة للتوصل لاتفاق مع إسرائيل.
وذكرت وزارة الخارجية المصرية أن وزيري الخارجية المصري والأردني ناقشا جهود إنهاء المواجهة في قطاع غزة ومنع “الاستفزازات” في القدس.
وقال مسؤول فلسطيني “اتخذت المحادثات منحى جديا حقيقيا يوم الجمعة… الوسطاء من مصر وقطر والأمم المتحدة يكثفون اتصالاتهم بكل الأطراف في محاولة لاستعادة التهدئة لكن لم يتم التوصل لاتفاق بعد”.
ودعت دولة الإمارات يوم الجمعة إلى وقف لإطلاق النار وإجراء محادثات مع تقديمها التعازي في كل ضحايا القتال. وكانت الإمارات والبحرين قد أصبحتا في سبتمبر أيلول أول دولتين عربيتين تقيمان علاقات رسمية مع إسرائيل منذ ربع قرن.
وقال الجيش الإسرائيلي يوم السبت إن حوالي 2300 صاروخ انطلقت من غزة صوب إسرائيل منذ يوم الاثنين وإن الدفاعات الصاروخية اعترضت حوالي ألف منها وسقط 380 منها داخل قطاع غزة.
ووجهت الاضطرابات الأهلية بين اليهود والعرب في إسرائيل ضربة لجهود خصوم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للإطاحة به بعد سلسلة من الانتخابات غير الحاسمة مما يعزز التوقعات بأن البلاد تتجه نحو الانتخابات للمرة الخامسة خلال ما يزيد قليلا عن عامين.
المصدر: رويترز
تعليقات الزوار ( 0 )